في يوم الأربعاء، 20 أغسطس، سيختتم بنك الاحتياطي النيوزيلندي اجتماعه الأخير، حيث قد يقوم بخفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس - من 3.25% إلى 3.0%. وللتوضيح، يُعتبر خفض 25 نقطة هو السيناريو الأساسي والأكثر توقعًا (باحتمالية تزيد عن 90%). لذلك، من غير المرجح أن يؤدي تنفيذه إلى زيادة في التقلبات بالنسبة لزوج العملات NZD/USD. تكمن الإثارة في التوقعات بشأن المزيد من التيسير في السياسة النقدية. هنا، تتباين الآراء: يعتقد بعض المحللين أن بنك الاحتياطي النيوزيلندي سيلمح إلى نهاية الدورة الحالية (وسط تسارع التضخم)، بينما يتوقع آخرون أن يسمح البنك المركزي بخفض آخر لسعر الفائدة في أحد الاجتماعين المتبقيين لهذا العام.

أولاً، دعونا نحلل المؤشرات الاقتصادية الكلية الرئيسية (والحالية ذات الصلة) التي سيعتمد عليها البنك المركزي في قراره بشأن سعر الفائدة.

التضخم. كما ذكرنا سابقًا، تسارع التضخم السنوي في نيوزيلندا إلى 2.7% في الربع الثاني، بزيادة قدرها 0.2 نقطة مئوية. كانت المحركات الرئيسية لنمو مؤشر أسعار المستهلكين هي الزيادات في الضرائب المحلية وتكاليف الإيجار وأسعار المواد الغذائية. في الربع السابق، كان التضخم عند 2.5%، مدعومًا بارتفاع الإيجارات والتعريفات المحلية وتكاليف البناء، مع تعويض جزئي بانخفاض أسعار البنزين. تراجعت توقعات التضخم قليلاً: انخفضت التوقعات لمدة عامين من 2.29% إلى 2.28%، والتوقعات لمدة عام واحد من 2.41% إلى 2.37%.

بعبارة أخرى، الوضع مختلط إلى حد ما. من ناحية، تسارع التضخم في الربع الثاني؛ ومن ناحية أخرى، ظل مؤشر أسعار المستهلكين ضمن النطاق المستهدف للبنك الاحتياطي النيوزيلندي من 2-3%، بينما ظلت التوقعات مستقرة. وهذا يوفر كل الأسس لخفض سعر الفائدة في أغسطس. ومع ذلك، فيما يتعلق بالتوقعات، قد يتخذ البنك المركزي موقفًا أكثر حذرًا - مرة أخرى، بسبب تسارع المؤشر الرئيسي للتضخم.

سوق العمل. ارتفع معدل البطالة إلى 5.2% في الربع الثاني - وهو أعلى مستوى منذ أواخر عام 2020. علاوة على ذلك، كان الرقم في ارتفاع مستمر منذ أوائل عام 2023، مما يعكس الاتجاهات السلبية. على سبيل المثال، تتراجع مشاركة القوى العاملة والتوظيف: في الربع الثاني، انخفضت المشاركة إلى أدنى مستوى لها منذ عام 2021. كما يستمر التوظيف في الانخفاض، جزئيًا بسبب مغادرة الشباب الذين تقل أعمارهم عن 30 عامًا البلاد (وصلت الهجرة إلى أعلى مستوى لها في 13 عامًا: غادر ما يقرب من 72,000 شخص في السنة حتى يونيو 2025، 38% منهم تحت سن 30). تتوقع البنوك الكبرى مزيدًا من الزيادات في البطالة. على وجه الخصوص، تتوقع ASB وWestpac أن ترتفع إلى 5.3% في الربع الثالث.

بعبارة أخرى، سوق العمل النيوزيلندي يبرد: البطالة في ارتفاع مستمر، ومشاركة القوى العاملة في انخفاض، وتكثف الاتجاهات السلبية في الهجرة والديموغرافيا.

النمو الاقتصادي. سيتم نشر بيانات الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني فقط في منتصف سبتمبر (حوالي 18)، لذا سيتعين على البنك الاحتياطي النيوزيلندي الاعتماد على بيانات "قديمة". كما هو معروف، نما الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.8% في الربع الأول، بعد أن توسع بنسبة 0.5% في الربع الرابع من عام 2024. قبل ذلك، كان الرقم سلبيًا لربعين متتاليين. وهذا يشير إلى اتجاه إيجابي حتى الآن. ومع ذلك، يتوقع المحللون في العديد من البنوك الكبرى أن يتباطأ النمو بشكل كبير في الربع الثاني. على سبيل المثال، يتوقع الاقتصاديون في ANZ نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.1% فقط على أساس ربع سنوي. أصدر زملاؤهم في Westpac وASB توقعات أكثر تفاؤلاً (+0.3%)، على الرغم من أن ذلك سيشير إلى نمو اقتصادي ضعيف.

لذلك، في رأيي، تدعم التقارير الاقتصادية الكلية المذكورة أعلاه خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة في اجتماع أغسطس. ومع ذلك، قد يتبنى البنك المركزي نبرة حذرة، ويمتنع عن الإشارة إلى مزيد من التخفيضات. سيفسر السوق مثل هذه الخطابات كإشارة إلى نهاية دورة التيسير النقدي الحالية. في هذه الحالة، سيحصل الدولار النيوزيلندي - وبالتالي المشترون NZD/USD - على دعم وقد يخرجون من نطاق 0.5900-0.5930، الذي تقلب فيه الزوج لمدة ثلاثة أيام تداول متتالية.

الرؤية الفنية. يجب النظر في المراكز الطويلة فقط إذا اخترق الزوج فوق مستوى المقاومة عند 0.5950، والذي يتوافق مع الحد العلوي لسحابة كومو على الإطار الزمني H4. في هذا السيناريو، سيرتفع السعر فوق جميع خطوط مؤشر إيشيموكو (والتي ستشكل إشارة "موكب الخطوط" الصعودية على الرسم البياني لأربع ساعات) وفوق الخط العلوي لخطوط بولينجر. الهدف الرئيسي هو 0.6030، والذي يتوافق مع الخط العلوي لخطوط بولينجر على الإطار الزمني D1.